رونالدو و زيدان ...... في الميزان
تخرج رياضة كرة القدم عديد من النجوم في نفس الزمن يحدث بينهم تنافس في الشهرة و النجومية و أيهم أفضل
و أيهم يقود ناديه أو منتخب بلاده لتحقيق الألقاب و البطولات
ومن هؤلاء النجوم البرازيلي رونالدو و الفرنسي زين الدين زيدان
.....................
فقد عرف رونالدو للكرة العالمية في كأس العالم 1994 عندما جلس إحتياطيا يتابع روماريو و بيبيتو و فوزهم مع البرازيل بكأس العالم في أمريكا
و عندما ظهر رونالدو مع إيندهوفون الهولندي و في بداياته أذهل الجميع بسرعته و أهدافه و مرواغاته الجميلة
فقد كان يستلم الكرة من المنتصف و بعده بقليل و ينطلق كالسهم متلاعب بلاعبي الدفاع و حارس المرمى و يسجل هدف
مما جعل بعض المعلقين ما أن يستلم الكرة و ينطلق يقولون هدف أو سيسجل هدف
و في سنة 1996 أنتقل لبرشلونة الأسباني ليحقق معه كأس أسبانيا و كأس الكؤوس الأوروبية بتسجيله الهدف الوحيد في المباراة النهائية
و في السنة التالية أنتقل لإنتر ميلان الإيطالي ليحقق معه كأس إيطاليا و لا أذكر تماما هل حقق كأس الكؤوس الأوربية أم كأس الإتحاد الأوروبي
و رغم خيبة أمل مونديال فرنسا 1998 واصل هذا النجم تألقه في سماء كرة القدم و حصل على لقب أفضل لاعب في العالم مرتين
قبل أن تأتيه تلك الإصابة اللعينة التي حرمتنا من رؤية مهارات هذا اللاعب لفترة طويلة
و لولا تلك الإصابة لوصل رونالدو بذلك الأداء و تلك المهارة إلى مصافي الأساطير بقيادة أنتر ميلان إلى عدة بطولات و ألقاب و كان سيعيد تجربة ماردونا في نابولي
رغم أن الأنتر كان يضم عدة نجوم آخرين و لكن رونالدو كان هو البارز و الطاغي عليهم بلعبه الرفيع المستوى
ثم توج عودته للملاعب بعد التعافي من الإصابة في الركبة و قاد منتخب بلاده البرازيل إلى الفوز بكأس العالم في كوريا و اليابان بتسجيله 8 أهداف في تلك البطولة ليكون الهداف و من ينسى هدفيه الرائعين في مرمى أوليفر كان في نهائي تلك البطولة
و بعدها أنتقل إلى النادي الملكي ريال مدريد ليحقق معه أول لقب دوري في مسيرته و توج لثالث مرة أفضل لاعب في العالم
و بعدها واصل تسجيل الأهداف للنادي الملكي رغم أن النادي كان يعاني فترة صعبة ما زالت مستمرة حتى الآن
و حصل رونالدو على لقب الهداف في كل من هولندا و أسبانيا مع برشلونة و ريال مدريد
و في كاس العالم 2006 قدم رونالدو و زملاءه أداء أقل من المستوى بكثير ليخرج من البطولة على يد زيدان و هنري و كتيبة الفرنسيين و لم يخفف على رونالدو إلا أنه أصبح أفضل هداف في تاريخ كأس العالم بتسجيله 15 هدف في ثلاث كؤوس عالم متخطي رقم القناص الألماني غيرد مولر بهدف و رصيده قابل للزيادة إذ أنه قد يشارك في كأس العالم القادمة في جنوب أفريقيا
.................
أما زيدان فبدايته كانت في نادي كان الفرنسي و لكن شهرته الحقيقية كانت عندما أنتقل في سنة 1996 ف للكالشيو الإيطالي مع نادي السيدة العجوز جوفنتس نادي مدينة تورينو
ليبدأ في تقديم أجمل العروض و يعزف أحلى السيمفونيات في خط وسط اليوفي ليقدم لدل بيرو و باقي مهاجمي اليوفي أحلى الكرات و يحصل في خمس سنوات على لقبي دوري مع اليوفي
و في سنة 1998 أقيمت كأس العالم على الأراضي الفرنسية و ليقدم زيدان و زملاءه كل إبداعاتهم بقيادة المدرب إيميه جاكي ليذكروا العالم بأداء منتخب الديوك مع النجم ميشيل بلاتيني في الثمانينات لا و بل تفوق عليه بتحقيق إنجاز لم تتمكن أي تشكيلة فرنسية سابقة من الحصول عليه و كذبوا كل التوقعات بسحقهم لمنتخب السامبا و هدافه رونالدو في ليلة في ملعب سان دوني كان ملكها زيدان دون منازع بتسجيله هدفين رأسين منحا اللقب الأول لفرنسا في تاريخها في كأس العالم
و لتكتمل فرحة زيدان حصل على لقب أفضل لاعب في العالم في تلك السنة
و بعدها واصل زيدان و منتخب الديوك سيطرته على البطولات العالمية بتحقيقه كأس القارات في سنتي 1999 و 2001
و لقب كأس أمم أوروبا في سنة 2000 على الأراضي الهولندية و البلجيكية و على حساب الكتيبة الإيطالية بهدفين لهدف
ثم أنتقل زيدان في سنة 2001 إلى النادي الملكي ريال مدريد و حصل معه على لقب للدوري الأسباني و نجح زيدان في الحصول أخيرا على اللقب الذي لطالما أراده و هو لقب دوري أبطال أوروبا في سنة 2003 عندما سجل زيدان هدف لا ينسى في مرمى بايرن ليفنكوزن الألماني و يحقق الفوز بنتيجة هدفين لهدف
و حصل زيدان على لقب أفضل لاعب في العالم مرتين ثانيتين في سنتي 2001 و 2003
ثم مر مع نادي الريال بفترة صعبة غابت فيها الألقاب لمدة ثلاث سنوات
و لم تكن هذه الفترة الصعبة مع ناديه فقط
فقد خرج منتخب فرنسا من الدور الأول لمونديال 2002 بعدما غاب زيدان عن اللقاءين الأولين للفريق و ترك الإحتفالات للنجوم السامبا و رونالدو
و في كأس أمم أوروبا 2004 في البرتغال خرجت فرنسا من الدور ربع النهائي أمام اليونان بهدف نظيف رغم الأداء الجيد لزيدان في هذه البطولة
و في كأس العالم 2006 في ألمانيا و التي أرادها زيدان أن تكون نهاية مسيرته الكروية و أي نهاية كانت ستكون فبعد بداية محتشمة لفرنسا تأهلت للدور الثاني حيث أبدع زيدان و الفريق الفرنسي بإخراج أسبانيا و بعدها قدم زيدان أداء أسطوري لتخرج فرنسا البرازيل المرشحة الأولى لنيل اللقب بهدف وحيد سجله هنري
و أخرجوا البرتغال في نصف النهائي و أتى النهائي ليكون أجمل نهاية و حتى لو لم تفز فرنسا بالكأس و كانت البداية أكثر من رائعة بهدف سجله زيدان بطريقة جميلة من ركلة جزاء ثم عادل ماتيرازي النتيجة للأزوري و كأنها كانت مقدر لها من البداية أن تكون ليلة زيدان و ماتيرازي و عندما إقتربت نهاية الأشواط الإضافية حدثت الكارثة فأضاع زيدان رباطة جأشه و ضرب ماتيرازي برأسه ليطرد من المباراة و تصبح الليلة كارثية لزيدان و فرنسا و التي خسرت الكأس بركلات الترجيح
و لم يعوض على زيدان حتى نيله لجائزة أفضل لاعب في البطولة
....................
قد يظن بعضكم أن هدف موضوعي المقارنة بين زيدان و رونالدو ، و لكن لم أقصد من موضوعي هذا المقارنة ، لأنها صعبة ، أن لم تكن مستحيلة ، بسبب اختلاف مواقع اللاعبين ، و ميزاتهم و مهاراتهم الفنية .
أنما سؤالي رغم أننا نرى تقارب الألقاب التي حصل عليها زيدان و رونالدو ، فلكل منهم كأس عالم واحدة ، و بطولة قارية واحدة ، و فازا بكأس القارات ، و عدة ألقاب مع أنديتهما، و فوق ذلك كل منهم حصل على لقب أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات .
لماذا نرى هذه الشعبية الكبيرة لزيدان في فرنسا التي تكاد تصل لحد الجنون و الهوس و لكن مع رونالدو يكون نجم فقط في بلاده البرازيل ...!؟؟
هل لأن البرازيل بلاد النجوم في عالم كرة القدم و يوجد بها عدة نجوم أخرين غير رونالدو يقاربونه في الشعبية و المستوى ؟
أم لأن رونالدو كانت أفضل لحظات حياته الكروية كانت في بدايتها عندما كان صغير و زيدان أستمر مسيرته متوازنة طيلة حياته الرياضية ؟
أو لأن الإصابة أبعدت رونالدو فترة طويلة عن الملاعب ؟
أو لسبب أخر لم أذكره ؟